هل يجوز الترحم على اهل الكتاب، عندما أنزل الله سبحانه وتعالى لنا الدين الإسلامي فإنه قد حرص على أن يصل إلينا كاملاً لا تشوبه شائبة، ويحتوي على جميع الأحكام والشرائع التي يجب علينا اتباعها في هذه الحياة حتى لا نكن مع الهالكين، ونحن كمسلمين علينا الانصياع إلى كافة الأوامر التي جاءت لنا بها مصادر التحكيم الشرعية سواء كان القرآن الكريم أو السنة النبوية، ومن خلال موضوعنا لهذا اليوم سنجيب سؤال هل يجوز الترحم على اهل الكتاب.

هل يجوز الترحم على اهل الكتاب

يطلق مصطلح أهل الكتاب على أصحاب الديانات الأخرى خلاف الإسلام، ولكن قد نزل لهم كتاب سماوي من الله كاليهود والنصارى، علماً بأنه بعد قدوم الإسلام أصبح الإسلام هو الدين عند الله، فسنعرف الآن هل يجوز الترحم على اهل الكتاب:

  • إن الترحم على من مات على غير دين الإسلام حرام ولا يجوز، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الترحم على أهل الكتاب ممن مات مشرك بالله وما يدل على ذلك قول الله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.
  • وكما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ”، لتكون بذلك حجتهم واضحة في منع الترحم على غير المسلمين.
  • فيجب على الإنسان المسلم ألا تأخذه رأفة في دين الله وأن يلتزم بتعاليمه كما جاءت وعدم الانصياع إلى أصحاب الهواة، ومن يخول نفسه للفتي بغير علم في هذه الأمور.

شاهد أيضا: ما حكم تقصير الزوج في حقوق زوجته اسلام ويب

هل يجوز الترحم على المسيحي

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاختلاط بين الناس على هذه المواقع، نجد بأن التعرف على أشخاص لا ينتمون إلى ديننا هو أمر وارد، وما إن ينتشر خبر وفاة أحد مسيحي حتى نجد خلاف بين المعلقين حول هل يجوز الترحم على المسيحي:

  • علينا في البداية أن نعلم بأن مصطلح المسيحي كان يطلق على الأشخاص الذين كانوا مؤمنين في زمن عيسى عليه السلام ولكن الآن هم اسمهم نصارى، وهم كفار لأنهم حرفوا الإنجيل الذي أنزل إليهم وقد أصبح باطلاً.
  • ومن أجل ذلك فإن حكم الترحم على المسيحي حاله كحال الترحم على الكافر فهو أمر لا يجوز وذلك مما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ” والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذا الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار “.
  • وهنالك بعض الأشخاص ممن تأخذهم الرأفة في دين الله ويقولون أن فلاناً قد كان يعمل صالحاً وأن الله غفور رحيم، ولكن الله قد أكد في كتابه العزيز بأن هذه الأعمال لا تنفعهم سوى في الدنيا وأن في الأخرة لا تشفع لهم.
  • ذكرنا هذه المعلومات ضمن موضوعنا هل يجوز الترحم على اهل الكتاب.

شاهد أيضا: هل يجوز صلاة الصبح بعد صلاة الفجر مباشرة والفرق بينهما

هل يجوز تعزية أهل الكتاب

أصبحنا الآن نعلم جيداً بأن الترحم على الميت الكافر أو ممن هم من أهل الكتاب أمر غير جائز في ديننا الإسلامي، ولكن هنالك سؤال آخر يحير عدد من الناس متعلق بهذا الأمر، وهو هل يجوز تعزية أهل الكتاب وسنجيب عليه الآن بإذن الله:

  • يجوز تعزية أهل الكتاب في أمواتهم والوقوف إلى جانبهم مؤازرتهم بما لا يتعارض مع تعاليم الإسلام.
  • وكما ورد عن الإمام ابن قدامة المقدسي -رحمه الله- قوله: “المسلم إذا عزى كافرًا بمسلم قال له: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك، وإن عزى كافرًا بكافر، قال له: أخلف الله عليك، ولا نقص عددك، وإن عزى مسلمًا بكافر قال: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك”.

حكم الترحم على غير المسلم عند المذاهب الأربعة

إن المسلمين يقومون بالتأكد من أي أمر يخص تعاليم دينهم عن طريق اتباع الفتاوي الخاصة بأئمة الإسلام الأربعة المشهورين وهم الحنفي والحنبلي والمالكي والشافعي، ومن أجل ذلك سنقوم بالتعرف على حكم الترحم على غير المسلم عند المذاهب الأربعة:

  • أجمع العلماء على أنه لا يجوز الاستغفار للكافر وهو أمر محظور، وقد بالغ البعض فيه، فقال إِنَّ الاِسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ يَقْتَضِي كُفْرَ مَنْ فَعَلَهُ، لأَِنَّ فِيهِ تَكْذِيبًا لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ الَّتِي تَدُل عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّارِ”.
  • وبذلك يكون الترحم على الكافر حرام وغير جائز.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي كان عنوانه هل يجوز الترحم على اهل الكتاب، وقد قمنا من خلاله بالتعرف على الحكم الشرعي كما ذكره القرآن الكريم والسنة النبوية.