يتساءل العديد من المسلمين عن جواز توكيل شخص آخر للقيام بالأضحية نيابةً عنهم في الإسلام. تعتبر الأضحية من الشعائر المهمة في عيد الأضحى، حيث يتم ذبح بهائم الأنعام تعبيراً عن الشكر لله وامتثالاً لأوامره، بالإضافة إلى إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من التعليمات والضوابط المتعلقة بالأضحية والمضحي، مع مراعاة الظروف المختلفة للمسلمين لتخفيف الأعباء والمسؤوليات عنهم. في هذا المقال، سيستعرض موقع أطروحة حكم التوكيل في الأضحية وكذلك حكم قيام الوكيل بإزالة شعره وأظافره.
محتويات
حكم الأضحية في الإسلام
اختلف علماء المسلمين في حكم الأضحية، حيث يرى جمهورهم أنها سنة مؤكدة وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. بينما اتفق عدد آخر من العلماء، كالحنفية، على أنها واجبة، وهذا ينطبق أيضًا على رواية لبعض الأئمة، مثل الإمام أحمد. تتجسد الأضحية في ذبح المسلمين للبهائم في يوم النحر تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى.
هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة
هل يجوز أن أوكل أحدًا يضحي عني؟
بينما يوضح العلماء أنه يحق للمسلم توكيل شخص آخر في ذبح الأضحية وتوزيع لحمها. فقد أورد محمد بن سليمان الكردي في إجابته على سؤال حول التوكيل في الأضحية: “نعم، يصح ذلك. ويجوز التوكيل في شراء الأضحية والعقيقة وفي ذبحها، مهما كان المكان”. وقد أكد العلماء جواز تكليف من يُحل ذبحه بذبح الأضحية، وأوضحوا أنه يمكن توكيل الأفراد بالشراء والذبح، مع استحسان حضور المضحي لتلك المناسبة.
حكم التوكيل في الأضحية
يتضح من آراء العلماء أن التوكيل في ذبح الأضحية مسموح به، سواء تم الذبح في بلد الموكل أو خارجها. فلا يُمانع المسلمون من توكيل شخص موثوق للقيام بالأضحية في أي مكان، لأسباب مثل وجود فقير في ذلك المكان أو ضيق الوقت. ومع ذلك، يُفضل أن يقوم المسلم بذبح أضحيته بنفسه أو أن يتواجد أثناء ذبحها.
حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره
من الجائز للوكيل في ذبح الأضحية أن يأخذ من شعره وأظافره خلال أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، فهو ليس مضحيًا عن نفسه، وبالتالي فإن أحكام المضحي لا تنطبق عليه. لا حرج عليه في قص شعره أو أظافره، وليس من المحرم عليه أن يفعل ذلك، وذلك ينسحب على أي وكيل قد يتولى هذه المهمة.
هل الموكِل بالأضحية يحلق؟
إذا أناب المضحّي شخصًا آخر لأداء الأضحية، فإنه يفضل أن يمتنع عن قص شعره أو أظافره. حتى لو كان التوكيل لشخص آخر في بلد مختلف، لا يجوز له أن ينقص من شعره أو أظافره حتى يتم ذبح الأضحية أو على الأقل حتى يأتي وقت الذبح في عيد الأضحى. وهذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هل يلزم حضور ذبح الأضحية إذا وكل غيره بذبحها؟
يعد حضور المضحي لذبح أضحيته أمرًا مستحبًا ولكنه ليس شرطًا لصحتها. فإذا وكّل المسلم أحدًا بذبح الأضحية ولم يتواجد، فإن ذلك يُعتبر كافيًا. وقد ذكر البهوتي أن الأفضل أن يتواجد المضحي حال ذبح الأضحية، لكن إذا تعذر ذلك فلا حرج.
حكم من لم يضحي مع الاستطاعة
ذهب جموع العلماء إلى أن الأضحية سنة مؤكدة، وليست واجبة، بينما يعتبرها الأحناف واجبة. ومن ترك الأضحية مع القدرة عليها، فإن ذلك يُعد مكروهًا في رأي أهل العلم القائلين بسنيتها. أما من أخذ برأي الأحناف وترك الأضحية مع استطاعته، فقد أثم.
حكم من نوى الأضحية ولم يقدر
يبين العلماء أنه ما دام القول السائد هو أن الأضحية سنة مؤكدة، فإنه في حالة نية المسلم الأضحية ثم تراجع عن ذلك بسبب عدم القدرة، فلا شيء عليه. لكن إذا عيّن الأضحية بشكل محدد، كأن يشتريها بنية التضحية، فإنه يكون ملزماً بذبحها.
ختامًا، لقد قمنا بالتعرف على حكم توكيل شخص للقيام بالأضحية نيابة عن مضحي آخر، وناقشنا مجموعة من الأحكام المهمة المتعلقة بالأضحية والمضحي والوكيل. نتمنى أن يكون المقال قد وفّر المعرفة المفيدة حول هذه الشعيرة العظيمة في الإسلام.