هل يجوز صيام يوم عاشوراء بمفرده، وما هو حكم صومه منفردًا؟ هل يجزئ صيام عاشوراء ليوم واحد، وما هي استحباباته وأحكامه؟ هذه أسئلة شرعية تكمن أهمية الإجابة عليها، إذ يُعتبر يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيامها. سنستعرض عبر موقع أطروحة فضل صيام هذا اليوم، حكم صيامه بشكل منفرد، وما إذا كان من الأفضل أن يسبقه يوم تاسوعاء.
محتويات
هل يمكن صيام عاشوراء بمفرده؟
يجوز صيام يوم عاشوراء بمفرده، وفقًا لما دلت عليه الآثار من أهل العلم، حيث لا يوجد أي نص شرعي يحظر إفراد هذا اليوم بالصيام. بل يفضل أن يصوم المسلم يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم. فقد رُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إن هذا يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع. لكن لم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.” [صحيح مسلم: 1134]. وبالتالي، فمن الأفضل للمسلم أن يصوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر من محرم، والله ورسوله أعلم.
صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين صحة الحديث
هل يجزئ صيام يوم عاشوراء منفردًا وفقًا لابن باز؟
أشار الشيخ ابن باز رحمه الله إلى أن صيام يوم عاشوراء بمفرده يُعتبر كافيًا للمسلم، لكنه يُفضَّل أن يُصام يوم قبله أو يوم بعده، أو كلاهما، لتفادي مشابهة اليهود الذين يخصصون هذا اليوم بالصيام، والله أعلم.
ما هو الحكم الشرعي لإفراد يوم عاشوراء بالصيام؟
أفاد شيخ الإسلام ابن تيمية أن صيام يوم عاشوراء مستحب، وليس هناك بأس في صيام هذا اليوم بمفرده. وقد وافقه في ذلك ابن حجر الهيثمي، واللجنة الدائمة للإفتاء، التي أكدت في أحد فتاويها أنه يجوز صيام يوم عاشوراء بمفرده، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده، وهذا هو الدليل المستند إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع.”
هل يجوز صيام عشر ذي الحجة متفرقة
هل يأثم من يترك صيام عاشوراء؟
لن يأثم الشخص الذي يترك صيام يوم عاشوراء، لأنه مستحب وليس واجبًا على المسلمين. فمن يصوم هذا اليوم ينال الثواب، لكن تركه لا يتسبب في الإثم أو تسجيل السيئات. ومع ذلك، يُفضل لكل مسلم أن يقوم بصيامه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
هل يجوز قضاء صيام يوم عاشوراء؟
أشار العلماء إلى أنه إذا نوى المسلم صيام عاشوراء لكنه لم يتمكن بسبب مرض أو انشغال أو أي ظرف خارج عن إرادته، فإن ثواب صيامه يُكتب له حتى دون صيامه. وقد أوصى بعض العلماء، مثل الشافعية، بقضاء صيام عاشوراء لمن اعتاد على صيامه، بينما يرى بعض المذاهب الأخرى أن النوافل لا يتم قضاؤها، والله أعلم.
ما حكم صيام أول يوم عيد
فضل صيام يوم عاشوراء
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام يوم عاشوراء، حيث يُكفِّر صيامه سنة كاملة من الذنوب. وقد وردت عدة أحاديث تُبرز فضل صيام هذا اليوم، منها:
- “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله.”
- “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يومٍ فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان.”
- “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.”
ونكون هنا قد سلطنا الضوء على حكم إفراد يوم عاشوراء بالصيام وفضله، وتوضيح العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة به. شكراً لقراءتكم.