هل يعد شهر رجب من الأشهر الحرم وما هي تلك الأشهر الحرم؟ مع حلول شهر رجب المبارك واقتراب شهر رمضان المبارك، تزداد التساؤلات حول الأشهر الحرم، وخصائص شهر رجب وفضائله التي خص بها الله سبحانه وتعالى. لذا، يقدم موقع أطروحة إجابات شاملة على هذه الاستفسارات، ويستعرض معلومات قيمة عن شهر رجب وبقية الأشهر الحرم، موضحًا كيفية استغلال المسلم لهذا الشهر الكريم لزيادة حسناته وكسب رضا الله تعالى وقربه.
محتويات
هل يُعتبر رجب من الأشهر الحرم؟
نعم، يُعتبر شهر رجب من الأشهر الحرم، وهو شهر فريد من نوعه، وتكمن حكمته في تيسير أداء العمرة في منتصف السنة والأشهر الثلاثة المتتالية المخصصة للحج.
ففي الصحيحين، روي عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان” [1].
في الأشهر الحرم، تتضاعف الحسنات، لذا ينبغي على كل مسلم أن يستثمر هذه الفرصة بالإكثار من العبادات، والذكر، والاستغفار، وأعمال الخير، وتقليل الذنوب لكي يحصل على الأجر العظيم الموعود في هذا الشهر.
شاهد أيضاً:
اسم يجمع ذي القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
فضائل شهر رجب
فضل الله عز وجل بعض الأيام والشهور على أخرى، ومن بينها شهر رجب، الذي يقع في منتصف السنة ليمنح الناس فرصة لأداء العمرة. يُعتبر شهر رجب فترة يتضاعف فيها الأجر والثواب، لذلك يحرص العديد من المسلمين على القيام بالعمرة وزيادة الصيام في هذا الشهر. ومع ذلك، فإنه لم يثبت من الخصوصيات التي يشتهر بها رجب شيء موثوق به، حيث قال ابن حجر رحمه الله: “لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه، أو في صيام أيام معينة منه، أو في قيام ليلة مخصوصة حديث صحيح يُعتبر حجة”. ومن يصوم منه صيامًا معتادًا، فله أجره وثوابه.
شاهد أيضاً:
أجمل ما يقال في شهر رجب
ما هي الأشهر الحرم؟
تتكون السنة الهجرية من اثني عشر شهراً، وقد خص الله أربعة منها وأسماها الأشهر الحرم، وهي ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب الفرد. قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ الله اِثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابَ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}.[2] وكلمة حُرُم تعني جمع حرام.
شاهد أيضاً:
لماذا سُمي شهر رجب بهذا الاسم
لماذا سُمّيت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟
تُعتبر الأشهر الحرم أربعة، وقد سُمّيت بهذا الاسم نظرًا لتحريم القتال فيها، وهو ما جاء في القرآن الكريم حيث قال الله جل وعلا: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}.[3]
يدل ذلك على تحريم القتال في هذه الأشهر، وهو من رحمة الله ليتمكن الناس من السفر لأداء العمرة والحج. وقد اختلف الفقهاء حول ما إذا كانت حرمة القتال في هذه الأشهر لا تزال قائمة أو تم نسخها، وهناك قولان: حيث يرى الجمهور أنها قد نسخت، في حين يُصرّ قول آخر على بقائها دون نسخ.
ممنوعات الأشهر الحرم
الأشهر الحرم تتميز بفضائل خاصة منحها الله، من بينها مضاعفة الأعمال الصالحة، خاصة لمن يطيع الله في البيت الحرام. ولكن، يتضاعف أيضًا الأجر على المعاصي، خصوصًا داخل البيت الحرام، حيث تم تحريم القتال نهائيًا إلا عند ضرورة إنقاذ النفس من خطر.
وفي تلك الأشهر، نهى الله عز وجل عن ارتكاب المنكرات حيث قال تعالى: {وَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}.[2] وكان الصيد محرمًا عند الكعبة في كل من شهري رجب وشعبان ورمضان.
شاهد أيضاً:
ما هي التسبيحات في شهر رجب
هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم؟
إن الصيد يجوز في جميع الأمكنة والأزمنة، حتى صيد الطيور، باستثناء من كان مُحرمًا بسبب الحج أو العمرة، أو في أثناء وجوده في البيت الحرام، حيث يُحظر الصيد على الحجاج والمعتمرين وفقًا لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ البَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [4]. وهذا يعني أن الصيد يبقى محرمًا على الحجاج خلال أشهر ذي القعدة وذي الحجة والمحرم أثناء إحرامهم، بينما يُعتبر مباحًا لبقية الناس في بقية الأماكن.
وبهذا، يصل مقال “هل رجب من الأشهر الحرم وما هي الأشهر الحرم” إلى نهايته، حيث تم توضيح تساؤلات حول تعريف الأشهر الحرم وفضائل شهر رجب وما هي المحرمات خلال هذه الأشهر، ليبقى المسلم دائمًا واعيًا لقراراته ويسارع إلى الخيرات خلال الأشهر الحرم لما فيها من مضاعفة الأجور والثواب من الله عز وجل.